الأحد، 26 أغسطس 2012

أبحاث للكشف عن أسرار الشيخوخة


أبحاث للكشف عن أسرار الشيخوخة
التقدم في السن أو الشيخوخة في مجملها عملية معقدة وهي تختلف من إنسان لآخر، إذ ليس هناك جينات محددة مسؤولة عن الشيخوخة وما من هرمون معين يمكن تعطيله وبالتالي ضمان الشباب الدائم. وانطلاقا من هذه الحقيقة، يعتمد العلماء في مجال أبحاث الشيخوخة أساليب مختلفة، فتلك الأبحاث تتطلب تعاون الباحثين من مختلف التخصصات، بهدف إيجاد إجابة على الأسئلة الأساسية التالية: لماذا نشيخ عندما نتقدم في السن؟ وما هي العمليات التي تلعب دورا في هذا الصدد؟ وهل سينجح العلماء في اكتشاف ما من شأنه التأثير على عملية الشيخوخة وما يصاحبها غالبا من آثار جانبية غير مريحة؟

[SinglePic not found] لقد تم الالتفات إلى أهمية أبحاث الشيخوخة لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث افتتح هناك في عام 1974 “المعهد الوطني لأبحاث الشيخوخة. أما في ألمانيا فقد أصبح هذا الموضوع يحظى بالأهمية في التسعينيات عندما شاع مصطلح “التحول الديموغرافي”، وأصبح متداولا بشكل متزايد في أوساط الرأي العام والأوساط السياسية، حيث تركز النقاش حول التبعات التي تترتب على المجتمع نتيجة زيادة نسبة المسنين مقابل تناقص نسبة الشباب بشكل متزايد.
وفي عام 1995 تأسس معهد ماكس بلانك للأبحاث الديموغرافية في مدينة روستوك، إلا أن أول معهد متخصص في مجال اكتشاف الأسس البيولوجية للشيخوخة لم يتأسس إلا في عام 2008 وهو معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة في مدينة كولونيا.
مراكز أبحاث رائدة في كولونيا وبون

وفي ألمانيا هناك مجموعة متنوعة من المعاهد المستقلة أو التابعة للجامعات، تهتم بإجراء أبحاث في بعض المجالات المتعلقة الشيخوخة. ولكن منذ عام 2007 تأسس في المنطقة بين مدينتي بون وكولونيا مركز متخصص في أبحاث الشيخوخة. ويعتبر هذا المركز فريدا من نوعه طبقا لنوعية الأبحاث التي يجريها، إذ تتعاون خمس من كبريات معاهد البحث العلمي تعاونا وثيقا مع بعضها البعض، ويتداخل عملها في المجالات البحثية جزئيا أو يعمل الباحثين من المعاهد الخمس مباشرة جنبا إلى جنب في مشاريع مشتركة. وتضم هذه المعاهد البحثية إلى جانب معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة، أيضا معهدCECAD  وكلاهما في مدينة كولونيا، وفي بون معهد ماكس بلانك للأبحاث العصبية والمركز الألماني لأمراض الأعصاب والأمراض الانتكاسيةCAESAR.
تطور في مجال الأبحاث الأساسية
وبدأ معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة عمله في عام 2008  بثلاثة مدراء وثلاثة باحثين يعملون في مكتب واحد. وفي غضون ثلاث سنوات تطور المعهد ليصبح عدد العاملين فيه 120 باحثا من أكثر من 20 دولة، وهم موزعون على ثلاث مجموعات بحثية كبيرة. وبحلول عام  2012سوف ينتقل المعهد إلى مبنى منفصل جديد يقع على مقربة من مستشفى كولونيا الجامعي، وسوف تنضم إليه مجموعة بحث رابعة. كما سيتم تكوين أربع مجموعات تضم باحثين شباب، وطبقا لذلك سيرتفع عدد العاملين في المعهد إلى 300 باحث، أما ميزانية المعهد فتصل إلى 15مليون يورو سنويا.
ويركز معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة على الأبحاث الأساسية، وهو يتميز بوجود ثلاثة باحثين متخصصين في مجال الشيخوخة يحظون باعتراف كبير على المستوى الدولي. وهؤلاء الباحثون هم أعضاء في مجلس إدارة المعهد، ومنهم ليندا بارتريدغ المتخصصة في البيولوجيا التطورية وهي من المملكة المتحدة، وآدم آنتبي وهو عالم أحياء من الولايات المتحدة، ونيلز غوران لارسون وهو طبيب وعالم وراثة من السويد.
وتركز مجموعة العمل التي يرأسها لارسون على أبحاث الـ Mitochondrien وهي محطات الطاقة في الخلايا، والتي قد يؤدي عدم عملها بشكل صحيح إلى الإصابة بأمراض مثل السكري والشلل الرعاش والنوبات القلبيية. أما المجموعة التي ترأسها ليندا بارتريدغ فهي تسعى لاكتشاف الجينات التي تؤثر على عملية الشيخوخة وهي تقوم أيضا بدراسة آليات عملية الشيخوخة وتطورها. وتضطلع مجموعة العمل التي يرأسها آدم آنتبي بمحاولة معرفة العوامل التي تحدد مدة حياة الإنسان، وكيفية عمل نظم الهرمونات بالضبط، وتأثير الإشارات الهرمونية على عملية الشيخوخة.
التركيز على أبحاث الخلايا في معهد CECAD
وفي عام 2007 تأسس معهد”Cellular Stress Responses in Aging-Associated Diseases”  أو “استجابات التوتر الخلوية للأمراض المرتبطة بالشيخوخة” والذي يعرف اختصارا بـ (CECAD) والذي يضم مجموعة من شبكات أبحاث متعددة، ويتبع لجامعة كولونيا ولمعهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة. وفي ذلك المعهد الذي يتخذ من مدينة كولونيا مقرا له، يتعاون بشكل وثيق في مجال البحوث الأساسية والتطبيقات السريرية أكثر من 300 من علماء الوراثة وعلم الأحياء المجهرية وعلم وظائف الأعضاء والأعصاب وعلم النبات وعلم الحيوان والكيمياء الحيوية والصيدلة. ويجري هؤلاء العلماء أبحاثا للكشف عن الآليات الجزيئية للشيخوخة والأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل مرض السكري Typ 2، وتصلب الشرايين وبعض أنواع السرطان. ويتلقى المعهد الدعم المالي من الحكومة والولايات لتشجيع الأبحاث التي تجرى في هذا المجال المعقد الذي يعتبر ذو أهمية كبيرة على المستوى الاجتماعي. ومن المقرر أن يتم تمويل معهد  CECAD بمبلغ 6.5 مليون  يورو سنويا، وذلك حتى عام 2012.
الأبحاث العصبية

وفي عام 1999 تأسس في مدينة بون “center of advanced european studies and research” أو مركز “الدراسات والبحوث الأوروبية المتقدمة” والذي يعرف اختصارا بـ (CEASAR)، ويدور محور الأبحاث في هذا المعهد حول العمليات الحسية والأسباب الجزيئية للأمراض العصبية. ويتكون المعهد من ثلاثة أقسام، ولكن قسم واحد منها اكتمل تأسيسه وتجري الأبحاث فيه الآن بنشاط، وهذا القسم هو قسم الأجهزة الحسية الجزيئية، وفي هذا القسم يركز علماء البيولوجيا والكيمياء والفيزياء في أبحاثهم على معالجة الإشارات في الخلايا وخاصة في الخلايا الحسية والخلايا العصبية والحيوانات المنوية. أما القسمين الآخرين فهما لا يزالان تحت الإنشاء.
أما الأمراض العصبية مثل الزهايمر والشلل الرعاش ومرض هنتنغتون فهي تمثل محور الأبحاث التي تجرى في “المركز الألماني لأمراض الأعصاب” الذي يعرف اختصارا بـDZNE . وقد تأسس هذا المعهد في مدينة بون في عام 2009، وفيه تجرى الأبحاث لمعرفة أسباب هذه الأمراض، بهدف الوقاية منها، وأيضا إيجاد سبل فعالة للعلاج، ومن شأن الاكتشافات الهامة التي يصبو الباحثون إلى تحقيقها، أن تجد طريقها للتطبيق بشكل عملي في المستشفيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق