الشيخوخة والرجل والجنس
ـ الحالة النفسية شرط لاستمرار الحيوية
ـ التقدم في السن جعلهم يعرفون من أين تؤكل الكتف هل الشيخوخة حالة مرضية أم مرحلة من مراحل العمر والحياة؟.. تحت هذا التساؤل تكثر الاجتهادات وتتنوع الأسئلة وربما لا جواب! وتبقى ذاكرة الإنسان عالقة بين استسلام للواقع ورجاء بالوصول إلى حل ألغاز هذا الإنهاك الذي يصيب الإنسان في سنوات العمر المتقدمة والوهن الذي لا حول معه ولا طول. فقد أعلن مؤخراً أن بعض الأبحاث المخبرية
توصلت إلى اكتشاف بروتين له دور كبير في وقف الخلل الذي يصيب الأحماض النووية عند الإنسان (الـ«دي.إن.إيه») الذي يؤدي إلى أعراض الشيخوخة في رأي العلماء والباحثين.
أما في أرض الواقع يُحكى عن الموضوع كحالة اجتماعية ترتبط بعلاقة المتقدم بالسن مع عائلته من جهة ومع ذاته ومتعتها من جهة ثانية. على سبيل المثال، لطالما شكا أبو نديم (71 عاماً) وهو المتميز بروحه الشبابية وأناقته الدائمة من عدم قدرة زوجته على القيام بالأعمال المنزلية اليومية من طبخ وكي وملابس وغسيل لدرجة أنه راح يوجه إليها على مدى ثماني سنوات اللوم والعتاب جزافاً (لكن حصول أبو نديم على حبة الفياغرا لم تجعل أم نديم بنظره تجيد الطبخ والغسيل فحسب بل أصبح مساء السبت موعداً أسبوعياً لخروج الشريكين إلى العشاء خارج البيت في مكان رومانسي يضفي بهجة جديدة على سنوات العمر المتقدمة، ما جعلهما يشعران بالارتياح النفسي والحميمية المطلوبتين. (هذا أحد النماذج التي تشير إلى أن الحالتين النفسية والاجتماعية والوضع الصحي السليم هي من الشروط الأساسية لاستمرار العملية الجنسية كما أجمع معظم الرجال الذين حاورناهم، في الوقت الذي لا يعترف فيه الطب بسن معينة تنتهي عندها هذه الحميمية، إنما المهم الوضع الجسدي العام للإنسان.
الشيخوخة والمختبرات
لا عجب إذن في أن تشغل الشيخوخة، بال العلماء والباحثين على مدى سنوات عديدة، للخروج من هذه الحالة أو السيطرة عليها ولو على سبيل تأخيرها وتأخير وصولها.
ففي بريطانيا مؤخراً، وضع عدد من العلماء والباحثين يدهم على بعض النتائج المثمرة من خلال تجارب أجريت، على بعض أسباب الوصول المبكر للشيخوخة وما يرافقها من مظاهر جسدية لها انعكاساتها النفسية. وهذا من خلال إصلاح الأحماض النووية (D.N.A) التي تحتوي الخصائص الوراثية لكل إنسان ولأن الخلل الذي يصيب هذه الأحماض هو الذي يوصل لأعراض الشيخوخة، وذلك عبر زيادة مستويات نوع من أنواع البروتينات المعروف باسم (BAR B.21) في الجسم حيث تطيل عمر الخلايا هذه الأحماض وتجنبها التلف.
أيضاً في الولايات المتحدة الأميركية، أعلن في الأوساط العلمية أنه قد يكون لجينٍ واحد الدور الأبرز في ظهور أمراض الشيخوخة بعدما تمكن هؤلاء العلماء من تحديد الجين المسؤول عن إصابة الإنسان بأمراض مثل الزهايمر والقلب والتهاب المفاصل.
في بعض التفصيلات يقول هؤلاء العلماء من جامعة إيلينوي الأميركية أن الجين الذي أطلقوا عليه اسم (B.21) ، يحفز عملية تقادم الخلايا، ما يؤدي إلى حدوث التغيرات ذات الصلة بأمراض تقدم العمر وأن الجين المذكور يتسبب في وقف عمل جينات كثيرة أخرى. من هنا اكتشف هؤلاء الباحثون، أن تفعيل الجين (B.21) له تأثيره في جينات أخرى حيث يوقف عمل نحو من 40 جيناً آخر لها علاقة بانقسام الخلية وتكون نواتها، الأمر الذي يؤدي إلى توقف نموّها، إلاّ أن بعض الجينات الأخرى تنشط من خلال تنشيط (B.21) ، ما يؤدي بالتالي إلى إنتاج بروتينات ذات صلة بأمراض الشيخوخة.
هذا على صعيد المختبرات، أما على صعيد الواقع المعاش وفي عيادات الأطباء، فإن لغة المختبرات مطلوب نتائجها وليس بحوثها. ففي جولة قمت بها بين مجموعة من الرجال المتقدمين في السن ومع أحد الأطباء، كان الأمر مختلفاً..
وإن أقسى ما يبتغيه كبار السن ألاَّ يحرموا من متعة الإحساس بوجودهم في الحياة.. وخير تعبير عن ذلك هو الإبقاء على شعلة الحب متقدة بين الشريكين عبر وسيلة الاتصال الفضلى للإحساس بهذا الوجود وهي العلاقات الجنسية القائمة على الرضا النفسي عن الذات.
شهادات
وفي بعض الشهادات يقول الحاج فضل الله إن نوع الحياة الخاصة للفرد والبعد عن القلق والاضطراب يؤثران في استمرار حيوية الإنسان والدليل أن هناك من يبلغون الثمانين وينجبون أطفالاً.
ويوافقه أبو يوسف حمود الرأي فيرى أن طبيعة الجو والأكل والهدوء هي أيضاً من العوامل المؤثرة متسائلاً: «لماذا ابن الريف أكثر إنجاباً للأطفال من ابن المدينة؟» ويجيب: «لأن الأول مرتاح نفسياً ورأسه خالي من المشاكل وليس كما يرددون دائماً أنه ليس لديه طريقة أخرى للتسلية؟!».
من جهته، يؤكد العم إيلي أن الحالة الجنسية ليس لها علاقة بالعمر والمعيار الوحيد لديمومتها هو ضرورة وجود صحة البنية مع الأخذ بعين الاعتبار الأمراض المزمنة التي تتفاقم مع الشيخوخة وفي ما عدا ذلك فالمتقدم بالسن برأيه، هو من أصحاب العطاءات والخبرة المميزة، بمعنى أنه يعرف من أين تؤكل الكتف معتبراً أن لكل زهرة عبيراً ولكل نفس طموحاً وطموح الشيخ في حال كان سليم البنية يفوق طموح الشاب بكثير كما أن الحالة النفسية أكبر علاج ودواء لحيوية كل منا.
من هنا، يظهر لنا، من خلال ما قاله العم إيلي، أن الأمر بمجمله يتوقف على الحالة النفسية التي يصاحبها بنية جسدية سليمة وجدت من خلال توازن في تفاعلات التركيبات الجينية الهرمونية والخلايا الجسدية التي لم يتم استهلاكها من خلال حالة الكآبة التي قد تصاحب الإنسان فترة من الزمن يكون لها تأثيراتها على إنتاج الانزيمات والخلايا المتجددة. فتحديد الخلايا يأتي من خلال انبعاث البهجة والتمتع بالحياة والبحث الدائم عن سبل السعادة وتنويعها وابعاد شبح الروتين القاتل لهذه السعادة. أي من خلال التجديد في روتين الحياة ولو في الأشياء البسيطة، فهذا يخلق مناخاً خلاقاً.. فالنشاط الجنسي ليس عملية ميكانيكية بحتة، بل إضفاء جوّه في جلسة رومانسية خاصة تعطي دفعاً نفسياً قوياً، يجعل الرغبة في الانتقال إلى الآلية شيئاً ثانوياً..
والعم إيلي أصاب حين قال إن المتقدم في السن هو من أصحاب العطاءات والخبرة المميزة.. ويعرف من أين تؤكل الكتف.
الشيخوخة والعيادة
أما بالنسبة لوجهة النظر الطبية في القدرة الجنسية عند المتقدمين في السن، فيشدد الاخصائي في طب الشيخوخة الدكتور نبيل نجا على أننا لا نعترف بالأرقام في هذا المجال وقد يكون إنسان في الـ65 (السن التي تبدأ عندها مرحلة الشيخوخة) أفضل بكثير من رجل في الـ45 من عمره من كل النواحي بما فيها الناحية الجنسية. وبالتالي ليس باستطاعة أحد الحديث عن سن «لليأس» عند الرجل بل إن هناك رجالاً يحتفظون بقوة جنسية حتى مرحلة متقدمة من العمر وبشكل طبيعي أي من دون استعمال هرمونات أو وسائل أخرى.
إلاّ أن الدكتور نجا يعزو المشاكل الجنسية التي يتعرض لها بعض الناس في سن مبكرة جداً إلى سببين أساسيين: الأمراض المزمنة والحالة النفسية الاجتماعية، لافتاً إلى أن الأمراض تنقسم إلى قسمين: أمراض عامة (الضغط والسكري اللذين يؤثران على الشرايين ويحدان من طاقة الرجل الجنسية. وأمراض الجهاز التناسلي وخصوصاً تضخم غدة البروستات الحميد والخبيث الذي يؤدي بدوره إلى ضعف جنسي.
وإذا لم يكن هناك مشاكل أساسية تمنع العملية الجنسية فهناك عدة حلول تساعد على استمراريتها، على حد تعبير الدكتور نجا، أولها معالجة الحالة النفسية والاجتماعية مع الشريك لأن المرأة في مجتمعاتنا الشرقية التي تنجب الكثير من الأولاد تهمل نفسها وتخف لديها الرغبة الجنسية حتى أنها تعتبر الأمر عيباً بعد زواج أولادها تماماً كما قبل زواجها.
ويضيف الدكتور نجا: «أنا لا ألقي اللوم على المرأة لكن المرأة الشرقية هي أم أكثر منها زوجة وهذا بطبيعة الحال يؤثر على نفسية الرجل علماً أن العملية الجنسية هي عملية تواصل وحب وتوازن نفسي تنشِّط الدورة الدموية وتقرِّب الزوجين.
ويتطرق الدكتور نجا في حديثه إلى علاقة الرجال المسنين بالنساء اللواتي يصغرنهم في العمر فيرى أن الطب لا يعلق كثيراً على هذا الموضوع ولكن هناك حد أقصى من الفارق يصبح معه التجاوب والانسجام معدومين بمعنى أنه حين يكبر الرجل المرأة 30 عاماً فإن الأمر يطرح علامات استفهام ويؤدي إلى مشاكل محتومة.
ويقول: من خلال تجربتي مع هؤلاء، ألاحظ أن الانسجام قد يكون موجوداً في البداية كما أن القبول بالاختلاف يكون ذهنياً أكثر منه جسدياً ولكن مع الوقت تزيد الهوة ويشعر الرجل أنه مقصر فيما تراجع المرأة ذاتها وتسأل سؤالاً بديهياً: «هل دفنت نفسي مع هذا الرجل». ويردف: «أما إذا كانت المرأة تستعيض بزوجها عن والدها فهذا خطأ كبير لأنها ستتفاجأ عاجلاً أم آجلاً بالحقيقة. ولكن هذا لا يمنع من أن قسماً من أولئك الفتيات يقبل بالواقع ويعيش حياة سليمة وخصوصاً إذا كانت الخيارات قليلة في الزواج.
وفي حال كانت الأسباب مادية فهذا يصبح صفقة وليس زواجاً بنظر نجا، لا سيما إذا كانت القصة مبنية على نزوة جنسية عند الرجل وحاجة مادية عند المرأة فتغدو بذلك مقومات الزواج مزعزعة وتهتز بسهولة.
ويتحدث نجا عن حالة موجودة في المجتمع تتعلق باختيار الفتيات للمشاهير الذين يكبرنهن سناً كما هو الحال مع خوليو اغليزياس أو آلان ديلون فيعتبر أن خيال المرأة الجنسي يعمل في الحالة حيث تشعر بنوع من الرضى الشخصي والنفسي (Satisfaction) ذلك لأن آلان ديلون اليوم غير آلان ديلون منذ 40 عاماً مهما كانت خبرته مميزة.
ويؤيد أبو أنيس حسين رأي الدكتور نجا فيلفت إلى أن علماء النفس والاجتماع يُـقرون بهذه القاعدة الثابتة التي تقول بتعلق الفتاة بأبيها وتعلق الشاب بأمه، إلاّ أن الخاتمة تكون مأسوية بعد فترة من الزمن إذا حصل زواج غير متكافىء وقد تؤدي إلى الانتحار أو الغيرة القاتلة. أما الناحية المادية، يضيف حسين فلها تأثير لا يتعدى تلبية المطالب الحياتية من دون رغبة روحية أو جسدية حتى إذا ما زال السخاء المادي انتهى كل شيء وربما تحول إلى بغض وحقد وبالتالي ندم.
ـ الحالة النفسية شرط لاستمرار الحيوية
ـ التقدم في السن جعلهم يعرفون من أين تؤكل الكتف هل الشيخوخة حالة مرضية أم مرحلة من مراحل العمر والحياة؟.. تحت هذا التساؤل تكثر الاجتهادات وتتنوع الأسئلة وربما لا جواب! وتبقى ذاكرة الإنسان عالقة بين استسلام للواقع ورجاء بالوصول إلى حل ألغاز هذا الإنهاك الذي يصيب الإنسان في سنوات العمر المتقدمة والوهن الذي لا حول معه ولا طول. فقد أعلن مؤخراً أن بعض الأبحاث المخبرية
توصلت إلى اكتشاف بروتين له دور كبير في وقف الخلل الذي يصيب الأحماض النووية عند الإنسان (الـ«دي.إن.إيه») الذي يؤدي إلى أعراض الشيخوخة في رأي العلماء والباحثين.
أما في أرض الواقع يُحكى عن الموضوع كحالة اجتماعية ترتبط بعلاقة المتقدم بالسن مع عائلته من جهة ومع ذاته ومتعتها من جهة ثانية. على سبيل المثال، لطالما شكا أبو نديم (71 عاماً) وهو المتميز بروحه الشبابية وأناقته الدائمة من عدم قدرة زوجته على القيام بالأعمال المنزلية اليومية من طبخ وكي وملابس وغسيل لدرجة أنه راح يوجه إليها على مدى ثماني سنوات اللوم والعتاب جزافاً (لكن حصول أبو نديم على حبة الفياغرا لم تجعل أم نديم بنظره تجيد الطبخ والغسيل فحسب بل أصبح مساء السبت موعداً أسبوعياً لخروج الشريكين إلى العشاء خارج البيت في مكان رومانسي يضفي بهجة جديدة على سنوات العمر المتقدمة، ما جعلهما يشعران بالارتياح النفسي والحميمية المطلوبتين. (هذا أحد النماذج التي تشير إلى أن الحالتين النفسية والاجتماعية والوضع الصحي السليم هي من الشروط الأساسية لاستمرار العملية الجنسية كما أجمع معظم الرجال الذين حاورناهم، في الوقت الذي لا يعترف فيه الطب بسن معينة تنتهي عندها هذه الحميمية، إنما المهم الوضع الجسدي العام للإنسان.
الشيخوخة والمختبرات
لا عجب إذن في أن تشغل الشيخوخة، بال العلماء والباحثين على مدى سنوات عديدة، للخروج من هذه الحالة أو السيطرة عليها ولو على سبيل تأخيرها وتأخير وصولها.
ففي بريطانيا مؤخراً، وضع عدد من العلماء والباحثين يدهم على بعض النتائج المثمرة من خلال تجارب أجريت، على بعض أسباب الوصول المبكر للشيخوخة وما يرافقها من مظاهر جسدية لها انعكاساتها النفسية. وهذا من خلال إصلاح الأحماض النووية (D.N.A) التي تحتوي الخصائص الوراثية لكل إنسان ولأن الخلل الذي يصيب هذه الأحماض هو الذي يوصل لأعراض الشيخوخة، وذلك عبر زيادة مستويات نوع من أنواع البروتينات المعروف باسم (BAR B.21) في الجسم حيث تطيل عمر الخلايا هذه الأحماض وتجنبها التلف.
أيضاً في الولايات المتحدة الأميركية، أعلن في الأوساط العلمية أنه قد يكون لجينٍ واحد الدور الأبرز في ظهور أمراض الشيخوخة بعدما تمكن هؤلاء العلماء من تحديد الجين المسؤول عن إصابة الإنسان بأمراض مثل الزهايمر والقلب والتهاب المفاصل.
في بعض التفصيلات يقول هؤلاء العلماء من جامعة إيلينوي الأميركية أن الجين الذي أطلقوا عليه اسم (B.21) ، يحفز عملية تقادم الخلايا، ما يؤدي إلى حدوث التغيرات ذات الصلة بأمراض تقدم العمر وأن الجين المذكور يتسبب في وقف عمل جينات كثيرة أخرى. من هنا اكتشف هؤلاء الباحثون، أن تفعيل الجين (B.21) له تأثيره في جينات أخرى حيث يوقف عمل نحو من 40 جيناً آخر لها علاقة بانقسام الخلية وتكون نواتها، الأمر الذي يؤدي إلى توقف نموّها، إلاّ أن بعض الجينات الأخرى تنشط من خلال تنشيط (B.21) ، ما يؤدي بالتالي إلى إنتاج بروتينات ذات صلة بأمراض الشيخوخة.
هذا على صعيد المختبرات، أما على صعيد الواقع المعاش وفي عيادات الأطباء، فإن لغة المختبرات مطلوب نتائجها وليس بحوثها. ففي جولة قمت بها بين مجموعة من الرجال المتقدمين في السن ومع أحد الأطباء، كان الأمر مختلفاً..
وإن أقسى ما يبتغيه كبار السن ألاَّ يحرموا من متعة الإحساس بوجودهم في الحياة.. وخير تعبير عن ذلك هو الإبقاء على شعلة الحب متقدة بين الشريكين عبر وسيلة الاتصال الفضلى للإحساس بهذا الوجود وهي العلاقات الجنسية القائمة على الرضا النفسي عن الذات.
شهادات
وفي بعض الشهادات يقول الحاج فضل الله إن نوع الحياة الخاصة للفرد والبعد عن القلق والاضطراب يؤثران في استمرار حيوية الإنسان والدليل أن هناك من يبلغون الثمانين وينجبون أطفالاً.
ويوافقه أبو يوسف حمود الرأي فيرى أن طبيعة الجو والأكل والهدوء هي أيضاً من العوامل المؤثرة متسائلاً: «لماذا ابن الريف أكثر إنجاباً للأطفال من ابن المدينة؟» ويجيب: «لأن الأول مرتاح نفسياً ورأسه خالي من المشاكل وليس كما يرددون دائماً أنه ليس لديه طريقة أخرى للتسلية؟!».
من جهته، يؤكد العم إيلي أن الحالة الجنسية ليس لها علاقة بالعمر والمعيار الوحيد لديمومتها هو ضرورة وجود صحة البنية مع الأخذ بعين الاعتبار الأمراض المزمنة التي تتفاقم مع الشيخوخة وفي ما عدا ذلك فالمتقدم بالسن برأيه، هو من أصحاب العطاءات والخبرة المميزة، بمعنى أنه يعرف من أين تؤكل الكتف معتبراً أن لكل زهرة عبيراً ولكل نفس طموحاً وطموح الشيخ في حال كان سليم البنية يفوق طموح الشاب بكثير كما أن الحالة النفسية أكبر علاج ودواء لحيوية كل منا.
من هنا، يظهر لنا، من خلال ما قاله العم إيلي، أن الأمر بمجمله يتوقف على الحالة النفسية التي يصاحبها بنية جسدية سليمة وجدت من خلال توازن في تفاعلات التركيبات الجينية الهرمونية والخلايا الجسدية التي لم يتم استهلاكها من خلال حالة الكآبة التي قد تصاحب الإنسان فترة من الزمن يكون لها تأثيراتها على إنتاج الانزيمات والخلايا المتجددة. فتحديد الخلايا يأتي من خلال انبعاث البهجة والتمتع بالحياة والبحث الدائم عن سبل السعادة وتنويعها وابعاد شبح الروتين القاتل لهذه السعادة. أي من خلال التجديد في روتين الحياة ولو في الأشياء البسيطة، فهذا يخلق مناخاً خلاقاً.. فالنشاط الجنسي ليس عملية ميكانيكية بحتة، بل إضفاء جوّه في جلسة رومانسية خاصة تعطي دفعاً نفسياً قوياً، يجعل الرغبة في الانتقال إلى الآلية شيئاً ثانوياً..
والعم إيلي أصاب حين قال إن المتقدم في السن هو من أصحاب العطاءات والخبرة المميزة.. ويعرف من أين تؤكل الكتف.
الشيخوخة والعيادة
أما بالنسبة لوجهة النظر الطبية في القدرة الجنسية عند المتقدمين في السن، فيشدد الاخصائي في طب الشيخوخة الدكتور نبيل نجا على أننا لا نعترف بالأرقام في هذا المجال وقد يكون إنسان في الـ65 (السن التي تبدأ عندها مرحلة الشيخوخة) أفضل بكثير من رجل في الـ45 من عمره من كل النواحي بما فيها الناحية الجنسية. وبالتالي ليس باستطاعة أحد الحديث عن سن «لليأس» عند الرجل بل إن هناك رجالاً يحتفظون بقوة جنسية حتى مرحلة متقدمة من العمر وبشكل طبيعي أي من دون استعمال هرمونات أو وسائل أخرى.
إلاّ أن الدكتور نجا يعزو المشاكل الجنسية التي يتعرض لها بعض الناس في سن مبكرة جداً إلى سببين أساسيين: الأمراض المزمنة والحالة النفسية الاجتماعية، لافتاً إلى أن الأمراض تنقسم إلى قسمين: أمراض عامة (الضغط والسكري اللذين يؤثران على الشرايين ويحدان من طاقة الرجل الجنسية. وأمراض الجهاز التناسلي وخصوصاً تضخم غدة البروستات الحميد والخبيث الذي يؤدي بدوره إلى ضعف جنسي.
وإذا لم يكن هناك مشاكل أساسية تمنع العملية الجنسية فهناك عدة حلول تساعد على استمراريتها، على حد تعبير الدكتور نجا، أولها معالجة الحالة النفسية والاجتماعية مع الشريك لأن المرأة في مجتمعاتنا الشرقية التي تنجب الكثير من الأولاد تهمل نفسها وتخف لديها الرغبة الجنسية حتى أنها تعتبر الأمر عيباً بعد زواج أولادها تماماً كما قبل زواجها.
ويضيف الدكتور نجا: «أنا لا ألقي اللوم على المرأة لكن المرأة الشرقية هي أم أكثر منها زوجة وهذا بطبيعة الحال يؤثر على نفسية الرجل علماً أن العملية الجنسية هي عملية تواصل وحب وتوازن نفسي تنشِّط الدورة الدموية وتقرِّب الزوجين.
ويتطرق الدكتور نجا في حديثه إلى علاقة الرجال المسنين بالنساء اللواتي يصغرنهم في العمر فيرى أن الطب لا يعلق كثيراً على هذا الموضوع ولكن هناك حد أقصى من الفارق يصبح معه التجاوب والانسجام معدومين بمعنى أنه حين يكبر الرجل المرأة 30 عاماً فإن الأمر يطرح علامات استفهام ويؤدي إلى مشاكل محتومة.
ويقول: من خلال تجربتي مع هؤلاء، ألاحظ أن الانسجام قد يكون موجوداً في البداية كما أن القبول بالاختلاف يكون ذهنياً أكثر منه جسدياً ولكن مع الوقت تزيد الهوة ويشعر الرجل أنه مقصر فيما تراجع المرأة ذاتها وتسأل سؤالاً بديهياً: «هل دفنت نفسي مع هذا الرجل». ويردف: «أما إذا كانت المرأة تستعيض بزوجها عن والدها فهذا خطأ كبير لأنها ستتفاجأ عاجلاً أم آجلاً بالحقيقة. ولكن هذا لا يمنع من أن قسماً من أولئك الفتيات يقبل بالواقع ويعيش حياة سليمة وخصوصاً إذا كانت الخيارات قليلة في الزواج.
وفي حال كانت الأسباب مادية فهذا يصبح صفقة وليس زواجاً بنظر نجا، لا سيما إذا كانت القصة مبنية على نزوة جنسية عند الرجل وحاجة مادية عند المرأة فتغدو بذلك مقومات الزواج مزعزعة وتهتز بسهولة.
ويتحدث نجا عن حالة موجودة في المجتمع تتعلق باختيار الفتيات للمشاهير الذين يكبرنهن سناً كما هو الحال مع خوليو اغليزياس أو آلان ديلون فيعتبر أن خيال المرأة الجنسي يعمل في الحالة حيث تشعر بنوع من الرضى الشخصي والنفسي (Satisfaction) ذلك لأن آلان ديلون اليوم غير آلان ديلون منذ 40 عاماً مهما كانت خبرته مميزة.
ويؤيد أبو أنيس حسين رأي الدكتور نجا فيلفت إلى أن علماء النفس والاجتماع يُـقرون بهذه القاعدة الثابتة التي تقول بتعلق الفتاة بأبيها وتعلق الشاب بأمه، إلاّ أن الخاتمة تكون مأسوية بعد فترة من الزمن إذا حصل زواج غير متكافىء وقد تؤدي إلى الانتحار أو الغيرة القاتلة. أما الناحية المادية، يضيف حسين فلها تأثير لا يتعدى تلبية المطالب الحياتية من دون رغبة روحية أو جسدية حتى إذا ما زال السخاء المادي انتهى كل شيء وربما تحول إلى بغض وحقد وبالتالي ندم.
أمنياااات قطر
===========================================================
اشارات الشيخوخة: التراجع الجنسي لدى لرجل والشعر الرمادي لدى المرأة!
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يعتبر
بعض الاشخاص اصابتهم بمرض معين اشارة على تقدمهم بالسن، الا انه وعلى
مايبدو فإن التقدم بالسن له علامات أخري، قد يتجاهلها البعض. حيث ان "مقياس
الشعور بالتقدم في العمر ليس في ظهور العلل في الجسم وإنما ظهور أول خصلات
من الشعر الرمادي في رأس المرأة وبدء إخفاق الرجل لدى ممارسة الجنس".
ولذلك فان المرأة تبدأ تشعر بالتقدم في العمر وسطيا في
سن التاسعة والعشرين والرجل في الثامنة والخمسين. البحث أظهر أن الرمز
الثاني الأكثر انتشارا للتقدم في العمر لدى النساء هو ارتخاء الجلد وعضلة
الصدر والأجزاء الأخرى من الجسم التي تكون قبل ذلك مشدودة ومتماسكة، مع أن
%3 من النساء يعتبرن أنفسهن بأنهن كبيرات في العمر فقط عندما يدركن بأنهن
يتصرفن كأمهاتهن. وعلى خلاف وضع النساء، فان ثلثي الرجال يشعرون بان التقدم
في العمر قد حل عندما ينخفض الأداء الجنسي لهم، أما 22 % من الرجال
فيعتقدون بان أحد مظاهر الشيخوخة بالنسبة لهم تكمن عندما يتضايقون من جراء
الاستماع إلى الموسيقى العالية في المطاعم والمقاهي.
الدكتور كارا كوبير من جامعة لانكاستر يؤكد أن جاذبية
النساء أمر مهم للغاية، فالرجال لا يتوجب عليهم أن يظهروا بشكل حسن، أما
النساء فيتوجب عليهن ذلك مع أن المجلات تروج للشباب من خلال تصوير نساء
جميلات نحيفات فقط تكون عادة أعمارهن منخفضة. أما القارئات فإنهن ينظرن على
أساس ذلك إلى أنفسهن على أنهن مسنات فقط لكونهن لا يبدون رائعات كالفتيات
اللواتي على أغلفة هذه المجلات وأنهن لا يواكبن الموضة الجديدة.
=====================================================
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق